الحكمة من تحريم الدم
16/06/2008
الحكمة من تحريم الدم
الآية القرآنية
قال تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145).
شرح الآية
هذه الآية تدل على تحريم الإسلام لأكل الدم، وتحريم أكل لحم الخنزير، وتحريم أكل كل ما ذُبح لغير الله، ولكن سوف نتناول الحكمة والفوائد الطبية من تحريم الدم، كما يراها العلماء اليوم.
حقائق علمية
يحمل الدم سموماً، وفضلات كثيرة، ومركبات ضارة، وذلك لأن إحدى وظائفه الهامة هي نقل نواتج استقلاب الغذاء في الخلايا من فضلات وسموم حتى يتم طرحها، وأهم هذه المواد هي البولة، وحمض البول،والكرياتنين ،وغاز الفحم .كما يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها.
وعند تناول كمية كبيرة من الدم فإن هذه المركبات تمتص ، ويرتفع مقدارها في الجسم ، إضافة إلى المركبات التي يمكن تنتج عن هضم الدم نفسه ، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة في الدم ، والتي يمكن أن تؤدي إلى اعتلال دماغي ينتهي بالسبات.
وهذه الحالة تشبه مرضياً ما يحدث في حالة النزف الهضمي العلوي ، ويلجأ عادة هنا إلى امتصاص الدم المتراكم في المعدة والأمعاء لتخليص البدن منه ، ووقايته من حدوث الإصابة الدماغية. وهكذا فإن الدم كما رأينا يحتوي على فضلات سامة مستقذرة ـ ولو أخذ من حيوان سليم ـ علاوة على احتوائه على عوامل مرضية وجرثومية فيما لو أخذ من حيوان مريض بالأصل.
من أقوال العلماء
ويقول د. محمد نزار الدقر: من المتفق عليه طبياً أن الدم أصلح الأوساط لنمو شتى أنواع الجراثيم ، ولتكاثرها، فهو أطيب غذاء لهذه الكائنات، وأفضل تربة لنموها، وتستعمله المخابر لتحضير المزرعة الجرثومية. إن ما يحتويه الدم من بروتينات قابلة للهضم كالألبومين والغلوبولين، والفبرينوجين هو مقدار ضئيل (غ / 100 مل) وكذلك الأمر بالنسبة للدسم وفي حين يحتوي الدم على نسبة كبيرة من خضاب الدم (الهيموغلوبين) وهي بروتينات معقدة عسرة الهضم جداً ، لا تحتملها المعدة في الأغلب. ثم إن الدم إذا تخثر فإن هضمه يصبح أشد عسرة، وذلك لتحول الفيبرينوجين إلى مادة الليفين الذي يؤلف شبكة تحضر ضمنها الكريات الحمر. والفيبرين من أسوأ البروتينات ، وأعسرها هضماً.
وجه الإعجاز
وهكذا فإن علماء الصحة لم يعتبروا الدم بشكل من الأشكال في تعداد الأغذية الصالحة للبشر. ولذلك قال تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)، من هنا ندرك لماذا حرم الإسلام الدم، إن هذه الآية تعتبر من آيات الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم!