الحكمة من تحريم أكل الجوارح
16/06/2008
الحديث الشريف
قال صلى الله عليه وسلم
حرم على أمتي كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع ) (رواه أبو داود).
شرح الحديث
نلاحظ من هذا الحديث الشريف أن النبي عليه الصلاة والسلام قد حرم أكل لحم الحيوانات ذوات الأظفار والمخالب، أي الحيوانات المفترسة التي تأكل اللحوم، ولم تكن الحكمة الطبية في هذا التحريم واضحة،بل لم تتجلى إلا حديثاً في القرن العشرين.
حقائق طبية
ولقد تأكدت الدراسات والبحوث من هذه الظاهرة على القبائل المتخلفة التي تستمرئ أكل مثل تلك اللحوم، إلى حد أن بعضها يصاب بالضراوة فيأكل لحوم البشر. كما انتهت تلك الدراسات والبحوث أيضا إلى ظاهرة أخرى في هذه القبائل،وهي إصابتها بنوع من الفوضى الجنسية، وانعدام الغيرة على الجنس الآخر، فضلا عن عدم احترام نظام الأسرة،ومسألة العرض والشرف .. وهي حالة أقرب إلى حياة تلك الحيوانات المفترسة حيث إن الذكر يهجم على الذكر الآخر من القطيع، ويقتله لكي يحظى بإناثه، إلى أن يأتي ذكر آخر أكثر شبابا وحيوية وقوة، فيقتل الذكر المغتصب السابق، وهكذا
أقوال العلماء
يقول الأستاذ محمد كامل عبد الصمد: أثبت علم التغذية الحديثة أن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها؛ لاحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدة البشر فتؤثر في أخلاقياتهم.. فقد تبين أن الحيوان المفترس عندما يهم باقتناص فريسته تفرز في جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال، واقتناص الفريسة.
ويقول الدكتور س ليبج أستاذ علم التغذية في بريطانيا: إن هذه الإفرازات تخرج في جسم الحيوان حتى وهو حبيس في قفص عندما تقدم له قطعة لحم لكي يأكلها .. ويعلل نظريته هذه بقوله :ماعليك إلا أن تزور حديقة الحيوانات مرة، وتلقى نظرة على النمر في حركاته العصبية الهائجة أثناء تقطيعه قطعة اللحم ومضغها فترى صورة الغضب والاكفهرار المرسومة على وجهه، ثم ارجع ببصرك إلى الفيل وراقب حالته الوديعة عندما يأكل وهو يلعب مع الأطفال والزائرين، وانظر إلى الأسد، وقارن بطشه وشراسته بالجمل ووداعته. وقد لوحظ على الشعوب آكلات لحوم الجوارح ـ أو غيرها من اللحوم التي حرم الإسلام أكلها - أنها تصاب بنوع من الشراسة، والميل إلى العنف ولو بدون سبب إلا الرغبة في سفك الدماء.
وجه الإعجاز
إن آكلات اللحوم تعرف علميا بأنها ذات الناب التي أشار إليها الحديث الشريف لأن لها أربعة أنياب كبيرة في الفك العلوي والسفلي، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قد حرم علينا الأشياء التي تضر بنا، وهذه الحكمة لم تتضح إلا حديثاً. وهذا الحديث يعتبر من أحاديث الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة.