ألم البطن المتكرر عند الأطفال
ما هو ألم البطن المتكرر عند الطفل ؟
هو الألم الذي يتكرر لثلاث مرات على الأقل خلال ثلاثة أشهر على الأقل , و ما يميزه
عن قصة البطن الحاد عند الأطفال كل من: الاستمرار، معاودة، ازمان الآلام البطنية
المعاودة. نسبة الحدوث عند السكان بشكل عام تكون أكبر بقليل من الـ 10% ونسبة إصابة
الإناث إلى الذكور تقدر بـ 4/3. الآلام البطنية المعاودة نادرة الحدوث عند الأطفال
الذين أعمارهم تحت سن 4-ه سنوات وهو أكثر شيوعا في عمر 8-10 سنوات وتوجد ذروة ثانية
تلاحظ عند الفتيات المراهقات في بداية سن المراهقة.
توجد ثلاثة أنماط متميزة من الآلام البطنية المعاودة تعتمد على ما إذا كان ظهورها
ثانويا لمرض عضوي، أو حالة خلل وظيفي أو بعد كرب الأمر الذي يؤدي لحدوث الألم نفسي
المنشأ.
1 - الآلام البطنية المعاودة من منشأ عضوي RAP OF Organic Origin :
لوحظ وجود سبب عضوي للأعراض في الأطفال المصابين بالآلام البطنية المعاودة عند
حوالي 5-10% من الأطفال المصابين فقط. الجدول التالي يعدد أكثر الأمراض العضوية
شيوعا في إحداث الألم المعاود والتي يجب أخذها بعين الاعتبار عند وضع التشخيص
التفريقي. ومن هذه الحالات والتي توجد بكثرة نذكر: داء الأمعاء الالتهابي، التهاب
الزائدة الدودية المزمن، الداء القرحي الهضمي، التطفل Parasitism ( خاصة في المناطق
الموبؤة بالطفيليات ) 0 أمراض الطريق البولي، مرض الكرية المنجلية. يجب الأخذ بعين
الاعتبار عند الفتيات المراهقات كلا من: الداء الالتهابي الحوضي، الكيسات المبيضية.
- الأعراض والعلامات والتشخيص:
يوجد خصائص مميزة ومعينة تميز الألم من منشأ عضوي: الألم بشكل عام يوصف بأنه ثابت
أو دوري ( مترافق مع فعاليات معينة أو له علاقة بالطعام ) وهو موضع بمنطقة معينة
بشكل جيد (خصوصا في المناطق البعيدة عن ما حول السرة ) وقد ينتشر حتى الظهر وكثيرا
ما يوقظ الألم الطفل من نومه.
- الموجودات المرافقة:
تختلف استنادا للمرض المحدث وتشمل حمى معاودة أو مستمرة، يرقان، اقياء، اقياء دموي،
تغيرات في قوام الغائط، لونه، أو تواتر اطراحه، وجود دم في البراز، انتفاخ بطني،
أعراض مفصلية، تغير في الشهية ونقص وزن.
يوجد في مرضى طب الأطفال كيانان ( مرضان ) يستحقان اهتماما خاصا لان تشخيصهما يمكن
أن يكون صعبا وهما:
1- القرحة الهضمية:
يحدث الخطأ فيه لأنه من النادر رؤية العلامات النموذجية التي تشاهد عند البالغين
وهي: العلاقة النموذجية بين دخول الطعام والإحساس بالألم، وتوضع الألم بالشرسوف
عادة.
2 - أخماج المجاري البولية:
يمكن أن يحدث الخطأ فيها إذا وصف الطفل ألمه بأنه ألم بطني أو حوضي المنشأ دون
الإشارة إلى الخاصرة أو الاحليل ونتخلص من الشك بإجراء الاختبارات الخاصة بأخماج
المجاري البولية.
ما هي أهم أسباب الألم البطني المتكرر عند الطفل ؟
أولاً : أسباب هضمية :
الفتق الانزلاقي في المعدة Hiatal hernia
التهاب المري
القرحة الهضمية
التهاب الكبد
التهاب و حصيات المرارة
التهاب البنكرياس
داء كرون
التهاب الكولون القرحي
رتج ميكل Meckel's diverticulum
التهاب الزائدة الدودية المزمن
انغلاف الأمعاء
طفيليات الأمعاء مثل الجيارديا و الديدان
سل الأمعاء
السبرو Celiac sprue
الإمساك
عوز اللاكتاز
ثانيا ً : أسباب بولية وكلوية و تناسلية :
تشوهات الجهاز البولي
التهاب المجاري البولية
ألم الدورة الطمثية عند الإناث
داء الحوض الالتهابي عند الإناث Pelvic inflammatory disease
كيسات المبيض عند الإناث
الاندوميتريوز عند الإناث
ثالثاً : أمراض عامة :
التسمم بالمعادن الثقيلة كالرصاص
فرفرية هينوخ شونلاين
فقر الدم المنجلي
الحساسية الغذائية
البورفيريا
حمى البحر الأبيض المتوسط
الوذمة العرقية العصبية الوراثية Hereditary angioedema
الشقيقة البطنية
الصرع البطني
- المعالجة:
عند الشك بوجود اضطراب عضوي مستبطن، فيجب عندئذ أن نجري اختبار مناسب وفوري (حسب ما
هو موجود بالجدول وتبعا لنتائج هذا الاختبار نبدأ بإعطاء المعالجة الخاصة بالمرض.
2 - الألم البطني المعاود الناتج عن حالة خلل وظيفي :
هو ألم ناشيء عن عضو غير مريض نتيجة للتفاعل ( التأثر ) بين العوامل البنيوية
والبيئية . تصنيف هذا الألم حديث نسبيا ، والنسبة الدقيقة لحدوث الألم البطني
المعاود التالي لخلل وظيفي لم تحدد بعد ، ولكن من المحتمل أنه يحدث بنفس نسبة حدوثه
التالي لمرض عضوي . وهو هام لأنه يحوي عدد من الكيانات ، وكل منها له أساس
فيسيولوجي مرضي واضح مسبب للألم والذي يستجيب عادة بشكل جيد للمعالجة النوعية ( مثل
الأدوية أو تغيير وجبات الطعام )
- الأسباب :
الأمر الذي يؤدي لظهور ألم بطني عند بعض الأشخاص المصابين باضطرابات وظيفية وعدم
ظهوره عند البعض الآخر لا زال غير معروف . القلق قد يبدل الوظيفة المعوية ووظيفة
الجهاز العصبي الذاتي ، هذا التبدل ، الذي يعبر عنه في بعض الأشخاص على شكل ألم
وذلك إذا كان لديهم بشكل بنيوي ميل للمعاناة من الألم إذا ما تعرضوا لكرب ما .
- التشخيص :
التشخيص التفريقي للألم البطني المعاود الناجم عن خلل وظيفي يشمل عدة حالات مثل :
الإمساك أو احتباس غائطي أو سلس غائطي ثانوي لتناول طعام غير مناسب ، تدريب غير
فعال على التغوط أو تجهيزات المرحاض غير مناسبة لحجم الطفل ، عسرة طمث " ألم ما بين
الحيضين " ( انظر الفصل 171 ) ، عدم تحمل اللاكتوز الثانوي للانخفاض الفيسيولوجي
الطبيعي في نشاط اللاكتاز والمشاهد في مجموعات كثيرة من السكان بعد عمر الـ 4 -
5سنوات 0 الألم الناتج عن عدم تحمل اللاكتوز لا يوضع في بداية لائحة التشخص لان
الألم الناجم عن تناول الحليب أو مشتقات الحليب قد لا يحدث إلا بعد ساعتين من تناول
الحليب أو مشتقاته وبذلك يصبح من الصعب كشف العلاقة بين المرض ومسبباته .
أهم وسيلة تشخيصية هي أخذ قصة جيدة محددة للأعراض المرافقة أو للعوامل المثيرة (
مثال : تذكر طعام الـ24 ساعة الماضية للتحري عن الارجية الغذائية أو عدم التنظيم
الغذائي الذي قد يكون مصدر الألم ، قصة حيضية . . . الخ ) . حالما تعين حالة الخلل
الوظيفي المستبطنة فان الجهود العلاجية يجب أن توجه نحو تغيير العادات أو نظام
الغذاء ، أو نستخدم معالجة مسكنة مناسبة مع تثقيف المريض والأسرة.
3 - الألم البطني المعاود من منشأ نفسي :
في 80 - 90% من الحالات يكون الألم البطني المعاود ناجم عن سبب نفسي . الفيسيولوجيا
المرضية مجهولة، ولكن يبدو انه مرتبط بالكرب والقلق والإكتئاب أو التوتر النفسي .
- الأعراض والعلامات :
قد يحدث الألم يوميا أو عدة مرات أسبوعيا أو شهريا . أحيانا ، يكون الطفل مريضا دون
أعراض لأسابيع أو أشهر . نادرا ما يكون الألم حادا ، فالألم يكون عادة : مبهما ولا
يمكن تحديده بشكل جيد ، ولكن أحيانا يعبر عنه بأنه معصي( تشنجي ) أو مغصي . من غير
الطبيعي في هذا المرض حدوث الاستيقاظ الليلي بسبب الألم ، على الرغم من أن بعض
المرضى يستيقظون باكرا بسبب الإزعاج .